هو شعب المنطقة المغاربية  شاء من شاء وكره من كره .....شعب الدول الخمس الجزائر- ليبيا – تونس – المغرب – موريتانيا ... ومن العبث  الفكري أن نكرر  دائما  الخصائص المشتركة  التي تجمع  بين هذا  الشعب  الواحد ، ومن المخجل  جدا أن  نردد  دائما  للآخرين  أننا  شعب  واحد  تجمعنا  كثير من  الوشائج ... كفى .

أولا: مبادئ  الثورة  الجزائرية  أصبحت  بالية  وأكل  عليها  الدهر وشرب  ونحن  في 2021 :

وعن أي مبادئ  ثورية  تدافع  باسمها  هذه الجزائر عن الآخرين  وتترك  الشعب  الجزائري  يجوع ويعرى وبلا مأوى  يحميه  حر القيظ   وقر  البرد   في  سبيل  مبادئ  خرافية  وبالية  ذهب  عصرها  مع   الغابرين  فقد  أصبحنا  اليوم  ونحن  في  2021  نعرف أن  مبادئ  ثورة  نوفمبر 1954  من  كثرة  ما  ابتلعنا  أَقْرَاصَهَا أصبحنا  نعرف  اليوم  أن بومدين  باع  باسمها  الجزائر أرضا  وشعبا  لفرنسا  لذلك  بقينا  ولا نزال  في أسفل  سافلين  من  درجة   الانحطاط   الفكري  والسياسي  والاجتماعي  والاقتصادي  وتحت صباط  العسكر الذي لا يجد معه من الشعب الجزائري سوى حفنة من  ( شعب  بومدين  الحلوف )  يردد  تلك  التخاريف  البالية  ( والله إني رأيت  مؤخرا  شيخا  جزائريا  في إحدى  القنوات يبدو أنه  يعرف  أن  يفك  بعض  كلمات  اللغة العربية  يتحدث  بحماس عن الثورة الجزائرية ومبادئها  التي  حررت  كل  شعوب العالم  من الاستعباد !!!! ما هذا  الاستمرار  في  استحمار  الشعب  الجزائري  ونحن في  عام 2021 ؟ مثل  هذا  النموذج  يزري  بصورة الجزائر  لكن  من  يشعر  بأنه  يزري  بقيمة  الجزائر ؟  طبعا  الأحرار  من  الشعب  الجزائري  هم  الذين  ينفرون  من تلك  النماذج  البالية ، أما  ( شعب  بومدين  الحلوف ) فقد  بلع تلك  التخاريف  طيلة  59 سنة  ولا يزال  وهذا  الشيخ  هو  الممثل  الشخصي  لهم ، لقد  بلغنا  هذه  الدرجة من الانحطاط   بسبب  تمسك  حكامنا  بأكاذيب  وتخاريف  هذه  المبادئ  الوهمية  البالية  التي أكل عليها  الدهر وشرب ولا يزال  يتمسك بها  ( شعب  بومدين  الحلوف  وحده ) ....وقد استفاد من  سمعتها  الجوفاء  الباطلة  المقبور بومدين - في  وقته - خاصة  بعدما  نفخ  فيه  جمال  عبد الناصر  المصري  القومجي  وميشيل  عفلق  وصلاح  البيطار السوريان  اللذان  أسسا  حزب البعث  المتخلف  فكريا  والذي  بسببه  أصبحت  سوريا  اليوم أطلالا ، نفخ  هؤلاء  في  المقبور  بومدين  ولأننا  نحن  في  الغرب  الإسلامي نعلم أن الكلام  الفارغ  مَبْنىً  ومَعْنىً  يُبْهِرُ ذوي  العقول  التافهة  وكان  الشعب  الجزائري  مستعدا  في  ذلك  الوقت  لابتلاع  مثل  ذلك  الكلام  القادم   من  الشرق  وخاصة أوصاف  جمال  عبد الناصر للثورة  الجزائرية  بأنها  أعظم ثورة  في العالم لتحرير العرب من العبودية - الجزائر كعبة  الثوار – ثورة  المظلومين  والمُسْتَعْمَرِين -  الثورة  الجزائرية  قهرت  أعظم  دولة  في  العالم ( طبعا  لا وجود  لأمريكا  والروس  وألمانيا  في  ذهن  أتباع  بومدين لأنهم  جهلة  بالتاريخ  والجغرافية  ) -  بمبادئ ثورة  الجزائر  سَـنُطَهِّرُ العالم  من  الظلم ( ولا يزال  الظلم  منتشرا  في العالم  بدءا  من  الجزائر نفسها  بسبب  تمسك  شردمة ( شعب  بومدين  الحلوف  وحده )  بخزعبلات  تسمى  ( مبادئ الثورة  الجزائرية )  أما  بقية  أحرار  الشعب  الجزائري  فقد  مَلُّوا  سماع  أحاديث  هذه ( الثورة  زوجة  الثور)  التي  أنجبت  أجيالا  كالثيران لا يفقهون  ولا  يعلمون  عن  واقعهم  اليوم  شيئا  بالنسبة  لبقية لشعوب  العالم ، لأنه  من مبادئ  ثورة  بومدين  (  تجهيل  الشعب  وتقوية  العسكر  ليقهر  الشعب  وتبقى  الجزائر تابعة  لفرنسا إلى الأبد )... وكم  يحزنني  وأنا  أسمع من يدافع  عن الجزائر بجملة واحدة وهي ( نحن لنا مبادئ لن نفرط فيها أبدا )  طبعا  فهم  جَهَلَةُ  القرنين 20 و 21  لأنهم  متمسكون  بفكر  القرن  19  لا  يتعلمون  ويكرهون  العلم  والتعلم : فقد  أصبحت  نظرية  النسبية  يعمل  بها  أطفال القرن  20  وأصبح  العالم  يتحدث  بلغة ( إن كل  شيء  نسبي ) فما  كان  صالحا  في  زمن  المقبور بومدين  لن  يبق  كذلك  بعده ، إذن  تَـمَسُّـكُ  ( شعب  بومدين  الحلوف  وحده )  بترديد  هذه  المبادئ  يدل  على  أننا  يجب  أن  نبدأ  باقتلاعهم   قبل  اقتلاع  مافيا  الجنرالات  الذين  يحكموننا  جميعا ...

ثانيا : لماذا  الجزائر كدولة  تسير في الاتجاه المعاكس لطموحات شعب المنطقة المغاربية ؟

1) سمعتُ  تونسيا  في إحدى  القنوات  الغربية  الناطقة  بالعربية  يقول : " لماذا  العسكر الجزائري  يحتل  شريطا  من  الأراضي  الليبية  بعرض 50  كلم على طول الحدود بين البلدين من الشمال إلى الجنوب  ، ونعلم  جميعا  أن طول  الحدود  بين  الجزائر وليبيا هي حوالي 1000  كلم ، لماذا ؟ ( انتهى  كلام  التونسي ) ..فهذا الرجل التونسي  وهو لا يتحدث عن  بلده تونس  بل استشهد  بكابرانات  الجزائر  وحاشا  الشعب  الجزائري  أن  يمس  شعرة  من  إخوانه  الليبيين ، تحدث عما  تفعله  مافيا  الجنرالات  في  الشقيقة  ليبيا  مستغلة  ظروفها  الصعبة  بدل  مساعدتها  على الخروج من  محنتها ...

2) هل  حكام الجزائر  فراعنة ؟  طبعا  سيبررون  ذلك  بتسرب  الإرهاب  من  ليبيا  ، لكن  ألا يمكن لمافيا  جنرالات  الجزائر أن  يدافعوا  عن  حدودنا  من الإرهاب  إلا  باحتلال  أراضي الغير ؟  لماذا لا  تحمي  حدودها  من  أراضيها هي  دون  الاعتداء  على أراضي  الغير باحتلال 50 ألف  كلم  مربع من الأراضي  الليبية ؟ وهل  كل  دول  المنطقة المغاربية  التجأت  لاحتلال  أراضي  جيرانها  لحماية  حدودها  من  الإرهابيين ؟  كل  دول  المنطقة  المغاربية الأربع  تحمي  حدودها  من  أراضيها  هي  وليس  بالضرورة  أن  تحتل  أراضي  الغير  لتحمي  حدودها ، إن ذلك   يعني  الكثير : أولا :  يعني  أن حكام  الجزائر  لا علاقة  لهم  بالشعب  الجزائري  لأنهم  أحفاد  أبناء فرنسا  ويحكمون  الشعب  الجزائري  العربي  الأمازيغي  المسلم  السُّـنِّي ،  يحكمونه  بعقلية  المستعمر  السابق ، إذن  حكام  الجزائر ليسوا  عربا  ولا أمازيغ  بل هم  من  جذور  فرنسية  شوفينية  ملحدة  ، ثانيا  : يستحيل  أن  يكون  جزائريا  حرا  أبا  عن  جد  ويعتدي  على  شبر واحد  من  أراضي  جيرانه ، لأنه  عربي  أمازيغي  حر  تجري  الأنفة  والكبرياء  والكرم  والسخاء  في  عروقه  ويمنعه  وازعه  الديني  والأخلاقي أن  يتصرف  تصرف (الكفرة الملحدين) مثل  ما يفعله  حكام  الجزائر مع شعبهم  ومع جيرانهم   ؟

3) أصبحنا  محاصرين  من كل  الحدود ، شرقا وغربا  وجنوبا  ، ومن دون الحديث عن  عداوة  مافيا  الجنرالات للعدو الكلاسيكي وهو المغرب ها هي  موريتانيا  تعزز  وجودها  العسكري  في شمال موريتانيا  لسد  بعض  الثغرات  التي  قد  يَمْرُقُ  منها  قطاع  الطرق ( البوليساريو )  وقد كان ذلك بنتسيق مع  المغرب  حتى  يؤكدوا  لمافيا  حكام  الجزائر أن  ينسوا  نهائيا  التسلل  إلى  المحيط الأطلسي  بين  الجيشين  المغربي  والموريتاني .

4) معلوم أن مافيا  حكام  الجزائر  حاولوا  ضرب الأسافين  بين  موريتانيا  والمغرب  حينما  انتشر خبر  زيارة مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط  ديفيد شينكر إلى مدينة العيون أولا  ثم إلى الداخلة  لتفقد  بناية  سفارة  أمريكا  وهي في طور البناء ، لكن  الدبلوماسية  الجزائرية الفاشلة  منذ  وجودها  عام 1962  برئاسة  بوتفليقة  وهي  تخبط  وتنفق الأموال  الطائلة على  الذين لا يستحقون  وذلك  لشراء  ذممهم  والشعب  الجزائري  الذي  يحتاج  لِعُشُرِ ما ينفق  على البوليساريو ، فليذهب الشعب  الجزائري إلى الجحيم . 

ثالثا : عنزة ولو طارت  هذا  هو  منطق مافيا جنرالات الجزائر :

منذ أن فجر المبعوث الخاص للأمين العام  للأمم  المتحدة في ملف الصحراء  السيد  فان والسوم   قنبلته  في وجه  مافيا  جنرالات الجزائر  وقال في  نهاية مهمته  في أبريل 2008  " إن خيار الاستقلال الذي تطالب به البوليساريو "خيار غير واقعي"، وإن خيار استفتاء تقرير المصير الذي طـُرح سابقا  ، أمر تجاوزه الزمن"....منذ ذلك التاريخ  وجنرالات  الجزائر ركبهم  جنون البقر وأصبحوا  على  جمر  ملتهب ، وعندما  توالت هزائمهم و زاد  الشعب  وعيا  بأن  قضية الصحراء  هي قضية  مافيا  الجنرالات  ضد  المغرب ، ومع ذلك  تمسك  حكام الجزائر بصرف  الملايير عل الدويلة  الرديف ( نقول الرديف وهو التابع اللصيق أو الراكب على ظهر آخر) والشعب الجزائري يزداد فقرا  وتخلفا على جميع المستويات أما  قادة  البوليساريو  فقد زادوا  ثَرَاءاً   مثلهم  مثل  جنرالات  الجزائر  الذين ينهبون  خيراتنا  ويضعونها  في  بنوك  بدول  تسيطر على اقتصادها  إسرائيل  مثل فرنسا أو سويسرا أو أمريكا  ، والجميع  يعلم أن  اليهود  هم  أسياد  المال والتجارة  الدولية  ويملكون  زمامها ، البوليساريو يبلع  أموالنا والجنرالات  تهربها إلى الخارج  ودولة الجزائر  معزولة  وسائرة  إلى حضيض  الهاوية  الاقتصادية  والاجتماعية  ومع ذلك  تنبح  مزابل  الإعلام  الجزائري  بأن  الجزائر هي  الرابح  الأكبر  ودبلوماسيتها هي  أحسن دبلوماسية في العالم لأنها متمسكة بمبادئ ثورة نوفمبر 1954  التي  تناصر المظلوم  ، وستبقى  تناصر الصحراويين إلى آخر قطرة  من دماء الشعب  الجزائري لأن لها  مبادئ !!! لتحيى  المبادئ  ويموت الشعب  الجزائري  الحر ، لأن عسكر الجزائر  قد ضمن  أمواله  المهربة إلى الخارج ، لتحيى  المبادئ  ويموت الشعب  الجزائري  الحر رغم  أن  المغرب  حقق انتصارات  أبهرت  العالم  في  الواقع  وعلى  الأرض ، نذكر من انتصارات  المغرب  ما يلي :

1) عاد  إلى الاتحاد الإفريقي  في  2017 رغم أنف مافيا الجنرالات  وبأصوات أكثر من 40  بلدا إفريقيا .

2) رغم أن كل قرارات  مجلس الأمن  بعد 2008  التي  تمدح  مقترح  المغرب للحكم  الذاتي  تحت السيادة المغربية  وبأنه  جاد  وواقعي وذو  مصداقية  وتذكر مقترح  البوليساريو وكأنه لا شيء ، رغم  كل ذلك  فمافيا جنرالات الجزائر  تعتبر أن قرارت مجلس الأمن هي في  صالحها ...

3) في 21 أكتوبر 2020 أغلق  قُطَّاعُ  الطرق ( البوليساريو)  معبر الكركرات   بين المغرب وموريتانيا  واستطاع المغرب فتحه بسلاسة  يوم 13 نوفمبر 2020  ودون  إراقة  قطرة  دم  واحدة   ووافقه  المجتمع الدولي  على ذلك  وانقلب  السحر على الساحر وأصبح  البوليساريو  هم  قطاع  الطرق لأن  معبر الكركرات مسَّ  باقتصاد  كثير من  الدول  الإفريقية  التي  لها  علاقات  اقتصادية  مع دول  أوروبية  مبنية على اتفاقيات  قانونية  تستلزم  الانضباط  لبنودها .

4) بعد أسبوع  من  فتح معبر الكركرات  من طرف الهندسة العسكرية المغربية بطريقة  فاجأت العالم  يوم 13 نوفمبر 2020  أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الجمعة 20 نوفمبر 2020  ، مباحثات هاتفية حول المستجدات الإقليمية والدولية،  واتفقا في ختامها على تبادل الزيارات.ووفق معطيات نشرتها وكالتا الأنباء الرسميتين المغربية والموريتانية، فقد بحث الطرفان العلاقات الثنائية "العريقة والوطيدة بين البلدين، وآفاق تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين ولبلدان المغرب العربي أجمع".وعبر الطرفان عن ارتياحهما الكبير "للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، وعن رغبتهما في تعزيز مسيرة التعاون والرقي بها، بما يسمح بتعميق هذا التعاون بين البلدين الجارين، وتوسيع آفاقه، وتنويع مجالاته"...( انتهى خبر المكالمة الهاتفية بين العاهل المغربي والرئيس الموريتاني ) ... ومعلوم أن العلاقات الموريتانية المغربية  كانت  باردة إن لم نقل تميل  إلى العداء من  الطرف  الموريتاني  على الخصوص  لأن موريتانيا  أصبحت هي والبوليساريو طرفا واحدا مثل  مافيا  جنرالات  الجزائر ولعل  إغلاق  البوليساريو لمعبر الكركرات كان خطيئة  لن يغفرها لهم الموريتانيون ، فما  معنى  هذه  الرسالة  القاتلة  الموجهة  للدولة  المافيوزية  الجزائرية ؟  معناها  بطبيعة الحال أن الوضع  قد  تغير في  المنطقة  وما على  الدولة  المافيوزية  الجزائرية  إلا أن تراجع  حساباتها  مع  جارتها  موريتانيا  وقد ذهبت  الديماغوجية  التي  ربط  بها  الجنرال ولد عبد العزيز الموريتاني  علاقته  مع الدولة  المافيوزية  الجزائرية ، وأصبح  الوضع  غير ما  كان  عليه  في زمن  الحياد الإيجابي / السلبي  العبثي  لموريتانيا ، كما  تعني  هذه  الرسالة  أن على  عسكر موريتانيا  أن يعيد  حساباته  مع  عسكر الجزائر فقد  غير حدوده  الجنوبية  ودعمها  بمئات  الجنود كَـسَـدٍّ  متين  على  قطاع الطرق ( البوليساريو ) ومن  يحرضهم على  إثارة الفتنة  في  منطقة  الكركرات ، لقد غيرت  موريتانيا  سياستها  مع  البوليساريو ، فبعد أن كانت  هذه  الأخيرة تعيث  فسادا  في  الأراضي  الموريتانية  أظن والله أعلم  أن الجيش  الموريتاني  سيقلب  لهم  ظَهْرَ  المِجَنِّ ...استعملت  أسلوب  الظن لأنني لا أزال أشك  في  مواقف  عسكر موريتانيا  لأن عقيدته هي اعتبار منطقة وادي الذهب موريتانية  قد  استولى عليها  المغرب  في  ظروف  كانت موريتانيا  فيها عبارة  عن  شبح  دويلة .

5) ذات يوم أصبحنا  نسمع دولا  إفريقية  تفتح  قنصلياتها  في الصحراء المغربية وكانت أول دولة  فتحت قنصليتها في العيون عاصمة  الصحراء المغربية  هي  دولة  جزر  القمر ، وكانت جزر  القمر فأل خير على المغرب حيث  توالت  الدول الإفريقية  في فتح  قنصلياتها  إما  في العيون أو في الداخلة ، بل إن مافيا الجنرالات  في الجزائر تحركوا  واستدعوا  بعض  سفراء  الدول  التي فتحت  قنصليتها  في  الصحراء  المغربية ثم  كان  السيل  العرم  لفتح  القنصليات  بالصحراء المغربية  فوجدت  هذه  المافيا  الحاكمة في الجزائر نفسها  في  وضعٍ قد تستدعي  فيه كل  سفراء  الدول الإفريقية  أو إن  نتيجة  استدعاء  هؤلاء  السفراء  الأفارقة  في  الجزائر واستفسارهم  حول  فتحهم  لقنصلياتهم  في  الصحراء المغربية  قد جاء بنتائج عكسية لأن الأمر يتعلق  باستفسار دولة  ذات سيادة عن  مواقفها وتحركاتها  عبر العالم ..إن جنرالات  الجزائر قومٌ لا يستحون .

6) في 4 نوفمبر 2020  حضر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة  الامارات العربية  المتحدة  شخصيا  لفتح  قنصلية بلاده  في  مدينة العيون  عاصمة الصحراء المغربية ، ونحن  في الجزائر نعلم  العلاقة  الجيدة  والجدية  بين  مافيا  جنرالات  الجزائر وقادة  دولة  الإمارات  العربية ، فماذا  حصل ياترى ؟ أولا  لم  تفتح  وزارة  خارجيتنا  فمها  معلقة  ولو بحرف واحد عن هذا  الدعم  القوي  والممتاز للمغرب  في  قضية  صحرائه  المغربية ومنذ  سنوات إن لم  نقل منذ 1975  لأن دولة الإمارات تأسست في  02 دجنبر 1971  وكانت العلاقة بين  المغرب والإمارات منذ تأسيسها  علاقة  ممتازة ، لست أدري  هل علاقتنا مع الامارات لا تتجاوز  آلاف الهكتارات من  صحراء  الجزائر التي  وهبتها  المافيا الحاكمة  في الجزائر لأمراء  الامارات  لصيد  ( الحبارى )  أو علاقة التآمر لتدمير بعض الدول العربية  المتمردة  على طغيان مافيا جنرالات  الجزائر وأمراء الدم في الخليج ؟ فأي شيء جمع الجزائري على الإماراتي فكلاهما أبعد ما يكون عن الآخر على وجه الأرض...

7) في 10 ديسبر 2020  اعترفت  الولايات  المتحدة  الأمريكية  بمغربية الصحراء بمرسوم رئاسي تَمَّ توثيقه وتسجيله في السجل الفديرالي ، أي بات في الكتلة التشريعية الأمريكية .كما أعلن  ترامب عن فتح قنصلية لأمريكا بالداخلة  المغربية في القريب العاجل... كل هذا  الكلام  الطويل عن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء  هو  للرد  على الذين  يدعون  أن هذا  القرار هو مجرد  ( تغريدة  لترامب المجنون ) لا  وألف لا ...إنه  اعتراف  قانوني  ويدخل  في  صلاحيات  أي  رئيس أمريكي ، وبالمناسبة  لقد  يئست اليوم العصابة  الحاكمة  في  الجزائر  بالتراجع  عن هذا  القرار عندما  تشكلت  حكومة  جو بايدن  وأصبح  أنطوني بلينكن وهو صديق  للمغرب  منذ  أيام  هيلاري كلينتون وقصتها  مع  المغرب  حينما  غضبت  من  غراميات زوجها  بيل  كلينتون حيث التجأت  إلى المغرب  وأقامت  في مدينة مراكش  زمنا  طويلا  ومن خلال ذلك  نسجت  مع  العائلة  الملكية  في  المغرب  صداقة  متميزة .

8) لم  يبق  لمافيا  جنرالات  الجزائر سوى  الالتجاء إلى سياسة  (  الـتَّـسَـوُّلِ )  والشحاذة  والاستجداء ، وبدأت  بحليفها  الأول  روسيا  التي  لم  تتزحزح  عن  موقفها  الغامض  من  قضية  الصحراء وخاصة  عندما  تلتزم بموقف  الامتناع  عن  التصويت  على  قرارات  مجلس الأمن  الأخيرة  ، فلا  هي  صوتت  لها  ولا  استخدمت  حق الفيتو  ضدها ، إذن  اختارت  الموقف  الغامض  وخاصة  أن  قرارات مجلس  الأمن  الخاصة  بقضية الصحراء  يصوغها  طاقم  مندوب  أمريكا  في مجلس الأمن ، طبعا  ليس  الرئيس  بوتين  بالغباء  أن يحرق  كل أوراقه  مع  المغرب  وله  معه  هو أيضا  اتفاقيات  منها  اتفاقية  الصيد  البحري  في  المياه  الدافئة  المغربية  وله  اتفاقية  فلاحية  ولو أنها  تقتصر على بعض  المواد  الفلاحية  المحددة  كالحوامض  مثلا  إلا أن  المجال  العسكري  نجد  المغرب  قد  حسم  أمره  بالاعتماد  على السلاح  الأمريكي  مؤخرا  بإبرام صفقة  مع أمريكا  لاقتناء  صواريخ ( باتريوت )  المضادة  للصواريخ  التي أثبتت فعاليتها في حرب  الخليج  الثانية  واليمن  مع  السعودية .. وفي  إطار  سياسة  (  الـتَّـسَـوُّلِ )  والشحاذة  والاستجداء  دائما التجأت مافيا جنرالات الجزائر إلى جنوب إفريقيا  تستجديها  أن تزور  وتلفق  اتهامات  ضد  المغرب  حينما  كانت  جنوب إفريقيا  رئيسة  لمجلس  الأمن  في شهر  ديسمبر 2020  لكنها  لم  تفز  بغير ما  هو  ثابت  في  قرارات  مجلس  الأمن مما  اضطر  مندوب  جنوب إفريقيا  أن  يفصل  للصحافيين  موقف  مجلس الأمن  عن  موقفه  الشخصي  كممثل  لجنوب إفريقيا  وليس كعضو  يرأس  مجلس  الأمن وعند ذاك  استفاض  في  سرد  أسطوانة  البوليساريو  المشروخة ( حق الشعب الصحراوي – الاستفتاء  من أجل  الاستقلال ...الخ ) وهي  رسالة  موجهة  للعصابة الحاكمة  في  الجزائر  مفادها  أنه  لم  يستطع  أن  يفعل شيئا  وحده  بين 14 دولة  الأخرى... وها هي  مافيا الجنرالات  تتقرب من  تونس  التي ترأس  مجلس الأمن لشهر يناير 2021  وقد  اشترت  العصابة  استمالة  تونس  لأطروحتها  في  قضية  الصحراء  بتزويد  تونس بنصف  الكمية  التي  ستحصل  عليها من لقاح  كورونا  فور حصولها على اللقاح ، ونحن في الأسبوع  الأخير من شهر  يناير 2021  ومدة  رئاسة  تونس  لمجلس الأمن  تقترب من نهايتها وكل  المواقع  والصحف تختم هذا الخبر بجملة  واحدة وهي ( ولم تؤكد السلطات الجزائرية هذا الإعلان رسميا. ) ومعنى هذا أن تونس لحد الساعة لم تقم بما يوحي أنها  ساندت أطروحة مافيا الجنرالات  الجزائرية في مجلس الأمن ولو بكلمة واحدة  لسبب  بسيط وهو أن القضية  لم تطرح على مجلس الأمن  ليتبين للعالم أن ذلك  يدخل في البروباغاندا  المعروفة  عند  حكام  الجزائر .

لقد فشلت مافيا جنرالات الجزائر في إضافة الصحراء المغربية  لإمبراطورية  الجوع والقهر الشاسعة والسطو  عليها  واختطافها  من أيادي رجال لا يقبلون بغير انضمامها  للمنطقة  المغاربية  التي  يؤمن  بها أحرار الشعبين الجزائري والمغربي إيمانا راسخا ، ومع ذلك  لا تزال  أبواق  مزابل  الإعلام  الجزائرية  تردد أنها  حققت انتصارات باهرة  ضد المغرب أي فلسفة  عنزة ولو طارت  لأن  أدمغتهم  مُكَلَّسَةٌ  ومستمرون في الأكاذيب  والتخاريف ،ويسيرون في الاتجاه المعاكس ضد مسار كل دول العالم التي تبحث عن تنمية بلادها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وذلك هو هَمُّهُمْ الأكبر.

عود على بدء :

من المؤكد  أن  مافيا  جنرالات  الجزائر تسير  في الاتجاه المعاكس لطموحات شعب المنطقة المغاربية  باسم الدفاع عن مبادئ الثورة ، وقد ماتت  مبادئ  ثورة  نوفمبر 54  وأن المرحوم  محمد  بوضياف  قال  عند ما ( استقلت ) الجزائر :" إن  مهمة  جبهة  التحرير الوطني  قد  انتهت بالحصول على الاستقلال، وأنه يجب فتح المجال أمام التعددية السياسية " ... وفي سبتمبر1962  أسس محمد بوضياف حزب الثورة الاشتراكية.ومثله فعل المرحوم  الحسين آيت أحمد  الذي أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية ، ومثل هؤلاء القادة  في  ثورة  الجزائر هم  الذين  حاربهم  المقبور  بومدين  واغتال عددا  كبيرا  منهم لأنه  كان  يخطط  مع فرنسا لتكون  الجزائر دولة  عسكرية  تابعة لفرنسا  إلى الأبد ، وهو ما جعل  الكثير من الجزائريين  يشعرون  بأنهم  يعيشون في ثكنة  عسكرية وتحت الرعب العسكري  المسلط  عليهم .

لقد ماتت مبادئ الثورة  الجزائرية  ولم  يبق منها إلا  خشاش الأرض ، وطالما  هذه  المافيا  الحاكمة  عسكر ومدنيين  متشبتون  بخرافة  مبادئ الثورة  فإن  الجزائر كدولة  ستبقى  معزولة  عن العالم  وتعيش  كابوس  التهميش  والتخلف  والانغلاق  أكثر  وتُـفَـرِّخُ  الأجيال  الجاهلة  بحقيقة  تاريخها  ولذلك  فالجزائر  كدولة  ستبقى  تعيش وتسير في  الاتجاه  المعاكس لطموحات  شعب المنطقة المغاربية  باسم مبادئ  أكل  عليها  الدهر وشرب  وبال و.....وهم  يعيشون  في  كهف مظلم  فكريا  والعالم  من حولهم  يسير بسرعة  وهم  وافقون  في مكان واحد  ينتظرون  المغرب  أن  يُسَلِّمَهُمْ  الصحراء المغربية  التي  اعترفت  له  أمريكا  بسيادته  عليها ، اليوم  أصبحت  أمريكا  بقواعدها  بجانبنا  وإسرائيل على  حدودنا ، والأكيد  أن  مافيا  الجنرالات  سيمنحون  الجزائر إلى  روسيا   مجانا  ضدا  في  المغرب وأمريكا ، وهذه  عقلية  الأطفال  والصبيان والمجانين ، فمن أجل  النزاع  على بيضة  يبيعون  ممتلكاتهم  العقارية  ومواشيهم  وجمالهم  وخيولهم  ويموتون  جوعا  ويمشون  حفاة  عراة  والناس  تضحك  على  عوراتهم  المكشوفة ، هؤلاء هم  حكام الجزائر الذين  يصرون  على  المشي  في  الاتجاه  المعاكس  رغم  المذلة  والقهر والعيش  في  التخاريف  والخزعبلات ... وآخر أكذوبة  هي الخبر الذي أذاعته  إذاعة  الجزائر وَحْدَهَا  والكل  نقله  عنها  يقول الخبر : " توقع الخبير الأمريكي السابق في إدارة شؤون شمال إفريقيا في لجنة الخارجية بمجلس النواب الأمريكي توماس هيل أن تصل هجمات جبهة البوليساريو بعد استئناف الحرب في الصحراء الغربية إلى العاصمة المغربية الرباط ومدينة الدار البيضاء." ..... بالله  عليكم  هل  هؤلاء الذين  يحكموننا  يملكون  ذَرَّةً  مِنْ عَـقْـلِ  دجاجة ؟

ملاحظة : لا تبحثوا  عن خبر  وصول جيش البوليساريو إلى الرباط  من موقع إذاعة  الجزائر  لأنني  لمَّا  عدتُ  لأنقل  منه  الخبر وجدته  مغلوقا ، لكن يمكنكم  تتبع  أثر  الخبر في مواقع لا تزال  محتفظة به...  

سمير  كرم  خاص  للجزائر  تايمز