توقعات باستمرار انتعاش أسعار النفط في النصف الثاني من عام 2020

0 تعليق 150 ارسل لصديق نسخة للطباعة تبليغ

تسيطر المشاعر الصعودية على أسواق النفط العالمية مدفوعة بالآمال المتزايدة بتعافي الاقتصاد العالمي سريعًا، بالإضافة إلى الجهود المستمرة لمنظمة أوبك بلس لكبح الإمدادات النفطية، ومن المرجح أن تصل الأسعار إلى أكثر من 60 دولار للبرميل خلال 18 شهر القادمة.

العوامل التي ساهمت في تعافي الأسعار 

شهدت معدلات الطلب ارتفاعًا نسبيًا عقب قيام الكثير من دول العالم بتخفيف إجراءات الإغلاق تدريجيًا، فالصين التي تعد أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم ارتفع معدل طلبها بنحو 90% مع تقليص الإغلاق.

كما دعم أسعار النفط التزام منتجي النفط لدى أوبك بلس بتخفيض مستويات الانتاج بواقع 9.4 مليون برميل يوميًا خلال شهر يونيو من مستويات 12 مليون برميل يوميًا، حيث قامت الدول التي لم تلتزم بحصصها السوقية في مايو مثل العراق بخفض كبير في يونيو، لتصل نسبة الامتثال بنحو 89% من التخفيضات المتفق عليها في مايو بنحو 9.7 مليون برميل يوميًا.

ومن جهة أخرى انخفضت معدلات الانتاج الأمريكي بعدما حد منتجي النفط الصخري الأمريكي من عمليات الحفر في ظل انهيار الطلب على النفط.

وعلى الرغم من الانتعاش الحالي للأسعار إلا أن المخاوف تتزايد يومًا بعد آخر حيال حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.

توقعات باستمرار الانتعاش

قالت وكالة الطاقة الدولية بأن معدلات الطلب على النفط خلال الربع الثاني تراجعت بواقع 17.8 مليون برميل يومًا عند المقارنة بنفس الفترة من العالم الماضي، ويعد الربع الثاني من أكثر الفترات تأثرًا بإجراءات الإغلاق.

وتوقعت الوكالة أن يتقلص معدل الطلب خلال عام 2020 بنحو 8.1 مليون برميل يوميًا مسجلًا أكبر انخفاض في تاريخه ليصل إلى 91.7 مليون برميل يوميًا، ثم سيرتفع بنحو 5.7 مليون برميل يوميًا في عام 2021 ليكون أكبر قفزة في تاريخه على الإطلاق.

يرجع استمرار انخفاض مستويات الطلب العالمية خلال هذا العام إلى استمرار تراجع الطيران والسفر الدولي، فعلى الرغم من تقليص إجراءات الإغلاق لا يزال الطيران متوقف بنسبة عالية بسبب المخاوف من انتشار الفيروس، وبالتالي فإن العودة لمستويات الطلب ما قبل الوباء لن تكون بهذه السهولة.

كشفت ادارة الطاقة الأمريكية عن توقعاتها لأسعار النفط المستقبلية، حيث توقعت أن يصل متوسط الأسعار إلى 38 دولار للبرميل بنهاية هذا العام ونحو 48 دولار في عام 2021، لترتفع إلى متوسط 60 دولار للبرميل بنهاية عام 2021.

انهيار أسعار النفط

بدأت أسعار النفط عام 2020 بداية قوية عند 61 دولار للبرميل، ولكن جائحة فيروس كورونا زلزلت أسواق النفط حيث قلصت من معدلات الطلب العالمية بشكل حاد بسبب اغلاق الاقتصاد وحظر السفر الدولي واغلاق الكثير من الأعمال الصناعية والتجارية والخدمية للحد من تفشي الوباء.

وأدى وفرة العرض إلى تفاقم أزمة انخفاض الطلب، وكانت أوبك بلس ملتزمة باتفاق خفض مستويات الانتاج حتى نهاية مارس، وفي اجتماع أوبك في مارس رفضت روسيا المشاركة في تعميق خفض الانتاج لدعم النفط المتضرر من جائحة فيروس كورونا، مما أدى إلى اندلاع حرب الأسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا ليغرق السوق بالنفط الرخيص بعدما رفعت كل من السعودية وروسيا مستويات انتاجها، ولكن بعد العديد من المباحثات والمفاوضات تمكنت أوبك وروسيا من التوصل إلى اتفاق تاريخي لخفض مستويات الانتاج لدعم الأسعار في 12 أبريل بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا ليدخل حيز التنفيذ الفعلي في الأول من مايو.

ومع امتلاء مرافق التخزين توسعت أزمة أسعار النفط، حيث تراجعت الأسعار إلى منطقة سلبيةفلم يكن أحد يريد تسليم النفط حيث لم يوجد مكان لتخزينه في 20 أبريل،وانخفض خام غرب تكساس إلى 37.63- دولار.

0 تعليق