كأس العالم: بين الماضي والحاضر

0 تعليق 0 ارسل لصديق نسخة للطباعة تبليغ

 

كأس العالم: بين الماضي والحاضر

 

كانت هُناك النظرية التي تقول بأن الرياضة هي المهرب والملاذ من شرور واحباطات العالم من حولنا، وعلى الرغم من تحول الرياضة إلى الاستثمار والربح من ورائها إلا أنها بالفعل تُعتبر ملاذ للشعوب هرباً من دوشة الحياة. هل تُريد أن تعرف كيف؟ عليك بالنظر إلى التاريخ!

القصة الحالية

نمر حاليا بالكثيرمن المُتغيرات والمُجريات التي لم تكن سهلة على الإطلاق على جميع المجالات. حيث ضرب العالم وباء عالمي يُدعى Covid-19، هذا الوباء الذي اجتاح العالم واضطرت جميع البلاد بسببه إغلاق كُل شيء للتصدي لانتشاره المُرعب. كان إلغاء الكثير من البطولات والمباريات –إن لم يكن كُلها- هو المصير الحتمي في ظل الظروف الحالية، حيث ينتشر الفيروس في الهواء وعن طريق التنفس مما كان من المستحيل إقامة البطولات والاستهتار بأرواح اللاعبين والجمهور.

بعد فترة دامت ستة أشهر وخسائر فادحة في قطاع الرياضة على وجه التحديد، لم يكن أمام العالم اختيار إلا بإعادة فتح المجالات مرة أخرى رويداً رويداً ولكن بالتزامات كبيرة وتعليمات وإجراءات مُشددة على أعلى مستوى. بعد فترة من التعايش مع الفيروس، تم الإعلان عن إقامة بطولة كـأس العالم في قطر. تتحضر قطر الآن إلى استضافة كأس العالم لعام 2022 في بلدها على أن يتم مشاركة جميع الدول في هذه البطولة. من المعروف أن قطر هي دولة استثمارية وصناعية في المقام الأول ولها تاريخ استثماري حافل بالإنجازات ولذلك نتوقع أن تُجَهز البطولة على أعلى مستوى من الاحترافية والجودة حيث أنه قامت بتشييد وتطوير ثمانية ملاعب رائعة لإقامة مباريات مونديال 2022.

 

القصة الأولى

 

يُحكى أن العالم دخل في حرب عالمية تُسمى الحرب العالمية الأولى. فيها انقسم العالم كُله إلى أكثر من فريق مُحاربين بعضهم لمدة أشهر. خسر العالم الكثير من الموارد والثروات ولكن على الأكثر، خسر العالم الكثير من الأرواح. أُناساً كانوا لعائلاتهم كُل شيء! عَم الحزن والغم على جميع بلاد العالم حيث لم يسلم بيت واحد من فراق حبيب أو أخ أو قريب أو زوج أو أب أو جميعهم معاً. كانت المشاركة في الحرب العالمية الأولى مشاركة إجبارية ولكن الرجوع منها لم يكن إجباري، بل كان قدري!

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، كان الدمار هو اللون الوحيد الذي يلون حياة الجميع ولم يكن هُناك مهرب من هذه الحياة المُزرية إلا من خلال الرياضة. بدأت الفكرة في فرنسا على يد جولي ريمي الذي عاد من الحرب وهو عازم العزيمة على بدأ مشروعات رياضية عالمية تهدف إلى إعادة بناء العالم مرة أخرى والتي قد سميت فيما بعد بمشروعات الفيفا. في عام 1920، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن بداية بطولة أولمبياد بحيث تكون بلجيكا هي موطن رعايتها في هذا العام. نتيجة للضغط الذي كان يعاني العالم منه من جميع الفئات، أقبل العالم على هذه الفكرة وأثبتت نجاحها الساحق حتى أولمبياد 1928. نظراً للنجاح الساحق الذي حققته مشروعات الفيفا، اجتمع ريمي مع اللجنة التنفيذية وعرض عليهم المشروع الأول لإقامة كأس عالم مستقلة لكرة القدم ولك بعد الإقبال الكبير من جميع دول العالم والنجاح المشهود له لرياضة كرة القدم على وجه التحديد. كانت أوروجواي هي الموطن لأول بطولة كأس عالم نظراً لبُعدها عن جميع مناطق الصراعات والحروب الأهلية التي كانت لازالت قائمة آنذاك. تم أقامت البطولة بحوالي 13 فريق وانتهت بفوز أوروجواي باللقب الأول.

أُقيمت النسخة الثانية من بطولة كأس العالم في إيطاليا وقد اشتركت حوالي 36  بلد بإرسال فرقهم إلى إيطاليا للمنافسة على الكأس في نسخته الثانية. بينما أصدرت فرنسا إعلان استضافتها للنسخة الثالثة من بطولة كأس العالم بإعلان 37 دولة مشاركة في البطولة. وقد نجحت إيطاليا في الحصول على اللقب لهذين السنتين على التوالي.

 

القصة الثانية

بعد إعلان فرنسا عام 1942 لاستضافة بطولة كأس العالم مرة أخرى، دخلت فرنسا في الحرب العالمية الثانية. أدت الحرب إلى توقف الرياضة بشكل عام وتوقف بطولة كأس العالم بشكل خاص. ولكن، لم تستمر الحرب طويلاً فبعد أربعة أعوام عادت الحياة مرة أخرى وعادت بطولة كأس العالم مرة أخرى عام 1950. في هذا العام، كانت أمريكا اللاتينية هي البلد المُضيف للبطولة في نسختها الخامسة. اشتركت 34 دولة وكانت لأوروجواي اللقب في هذا العام. ليس هذا فقط، بل شهد العالم نقلة نوعية تُعتبر هي الأولى من نوعها آنذاك، حيث قامت سويسرا بمُبادة إذاعة المباريات على البث المباشر ليستطيع العالم أجمع مُتابعة ما يسير في المباريات من خلال شاشات التلفاز. بعرض سويسرا لهذه الميزة ومُبادرتها الساحقة، أصبحت بطولة كاس العالم لا تقتصر فقط على الرياضيين. بل دخل المستثمرين والمواطنين والمشجعين وجميع الفئات والأطياف في هذه البطولة التي أصبحت ملاذ للمُتعة والربح في آن واحد.

0 تعليق